ابو ميار
عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 25/03/2013 العمر : 35
| موضوع: أبو نواس يروي قصة حياته الجمعة أبريل 12, 2013 2:00 pm | |
| - متى ولدت ؟ - في سنة 140 - من هو أبوك ؟ - هانئ .. عربي شجاع .. كان جنديا في جيش مروان و ذهب إلى الأهواز .. و هناك عرف أمي و تزوجها و أمي أسمها " جلبان " من أصل فارسي ، و لما انهزم جيش مروان و قامت الدولة العباسية ترك أبي خدمة الجيش ، و اشتغل بحياكة الملابس ، و كان يرعى الغنم ، ثم مات ، فتزوجت أمي شخصًا يدعى العباس ، و انتقلنا إلى البصرة ، و قد أحببت البصرة و اتخذتها وطنًا لي . - ما أسمك ؟ الحسن بن هانئ . - و لماذا سميت أبا نواس ؟ - كان أستاذي خلف الأحمر عالمًا بالأنساب و قد هداه البحث إلى أني من اليمن ، أنحدر من صلب أمير من أمرائها ، و كان لكل أمير كنية فهذا ذو المنة و هذا ذو الحكمة ، و هذا ذو نواس ، و أعجبني ذو نواس فاخترته ، لكن الناس أرادوا أن تكون كنيتي أبا نواس ، و ليس ذا نواس و قد كان لهم . - من الذي علمك الشعر ؟ - والبة بن الحباب - لقد قيل إنه علمك الفسق - و الشعر أيضًا - هل كان والية فاسقًا حقًا ؟ - و كان شاعرًا حقًا - هل صحيح بعض ما يقال ؟ - كل ما يقال - و كيف كان ذلك ؟ - كنت اشتغل صبيًا في دكان عطار .. الحسن بن سليمان ، و كنت جميل الصورة ، حلوًا ، وجذابًا و كانت أمي قد جعلت من بيتها مباءة للعشاق و الفساق ، فهجرت البيت و أقمت مع الحسن في بيته ، فعاملني معاملة الوالد لابنه ، و كان حنونًا رحيمًا ، كان حبه لي حبًا عفيفًا ، و في يوم من الأيام جاءه رسول من " أبي بجير الأسدي " حاكم الأهواز و دعاه إلى العمل في داره فأخذني معه ، و هناك التقينا بوالبة بن الحباب و هو ابن عم الحاكم ، و كان قد جاء من الكوفة ليزوره و يطلب رفده ، فلما رأني أحبني ، و أدناني منه و قد كنت أميل إلى الشعر ، و أسمع أسم والبة يتردد على الأفواه ، و أحفظ كثيرًا من شعره ، و لم أكن أعرف شخصه فلما عرفته أقبلت عليه بكل جوارحي ، و قد اتفق معي على أن أصحبه إلى الكوفة في غفلة من الحسن العطار . - كيف أغراك بالذهاب إلى الكوفة ؟ - قال لي " إني أرى فيك مخايل فلاح .. و أرى لك ألا تضيعها ، و ستقول الشعر و تعلو فيه فاصحبني " و كنت حتى هذه اللحظة لا أعرف من هو فسألته من أنت ؟ فقال : والبة ! فصرخت من الفرح و قلت له : " أنا و الله - جعلت فداك - في طلبك ، و قد أردت الخروج إلى الكوفة و إلى بغداد من أجلك " فسره ذلك و سألني : لماذا تطلبني ؟ فقلت : شهوة للقائك ، و لأبيات سمعتها لك فقال : و ما هي هذه الأبيات ؟ فأنشدتها و هي التي تقول فيها : و لها - ولا ذنب لها - .......... حب كأطراف الرماح جرحت فؤادك بالهوى ........ فلاقلب مجروح النواحي ! - هل كان والبة يحب جمالك أو كان يحب شعرك ؟ - جمالي و شعري ! ... ألا تعرف قصته مع شعري ؟ - أريد ان أعرفها - كنا في الكوفة في منزل محمد بن سيار بن يعقوب و كان عنده قيان يفنين ، و مجلس شراب ، استمر حتى الصباح و أعجبتني أحدى العازفات فقلت لها هذه الأبيات : حامل الهوى تعبُ .......... يستخفه الطربُ إن بكى يحق له .......... ليس ما به لعب تضحكين لاهية .......... و المحب ينتحب تعجبين من سقمي .......... صحتي هي العجب و في اليوم التالي اجتمع عند والبة جمع كبير من الشعراء فقال لهم " كنت نائمًا أمس و أبو نواس إلى جانبي إذ أتاني آت في منامي و قال : أتدري من هذا النائم إلى جانبك ؟ قلت : لا فقال : هذا أشعر منك و أشعر من الجن و الانس ، و أما و الله لأفتنن بشعره المشرق و المغرب ، فعلمت أنه أبليس فقلت له : فما عندك ؟ قال : عصيت ربي في سجدة فأهلكني ، ولو أمرني أن أسجد لهذا ألف سجدة لسجدت ! " - هذه قصة والبة مع شعرك .. فما قصة غرامه معك ؟ - دع هذا الآن ... -هل أحرجتك بهذا السؤال ؟ - لا شيء يحرجني - ربما يضايقك أن تتكلم في هذا الموضوع بصراحة ؟ فابتسم و قال : كيف و أنا القائل : أطيب اللذات ما كان جهارا - و لماذا إذن لا تريد أن تتكلم عن غرام والبة بك ؟ - لقد تعبت اليوم من الكلام .. فأمهلني إلى الغد . - ستتكلم غذًا عن والبة ؟ - نعم .. عن غرامه بي .. و عن شعره و زندقته و أستاذيته لي في الشعر و الزندقة .
| |
|